«اعتزال اجباري».. زراعة الخضروات في أراضي الصعيد.. كان حلم وراح

 

كتبت_ ماري أشرف

هنا بوابة مياه في إحدى المصارف تعمل بشكل متقطع تُفتح في حين وتُغلق في حين آخر، هناك تقلبات جوية ثمارها إرتفاع درجة الحرارة من وقت لآخر، ضلعين لمثلث تدمير البنية التحتية القوية لزراعة الخضراوات في الصعيد على وجه التحديد، يكتمل مثلث التدمير بارتفاع أسعار المخصبات الزراعية.. وكانت النتيجة عزوف إجباري لكثير من المزارعين عن زراعة الخضروات والفاكهة واستبدالها بمحاصيل شتوية وصيفية «خفيفة» كالقمح والذرة الشامية، رافعين شعار «مش حمل خسارة».

أرض النماء أو قل الأرض السمراء لم تعد سمراء.. هنا زادت نسبة الأملاح فيها.. وهذه ارتفعت نسبة التهوية.. وبقعة أخرى فوهتها قبر مفتوح تبتلع الغلال دون ثمر وكأن وظيفتها هذه فقط، فغابت الزراعات طويلة الأجل من قاموس الفلاح، فالقصب والأرز متطلباته عديدة وباهظة التكاليف ولم تكن الظروف الاقتصادية للفلاح تسمح بزراعته أو تحسين الأرض لزراعته، كل ذلك يؤثر بشكل أو بآخر على مفهوم الأمن الغذائي الذي يعني تحقيق اكتفاء ولو بدرجة ملحوظة من الغذاء للمجتمع.

أن يقف الفلاح حائرا مع بداية كل عام بات أمراً طبيعي فبعد أن كانت رغبته واحتياجاته في المتحكم في نوعية المحصول الذي يريد زراعته، أصبحت الأرض وعوامل تدمير بنيتها التحتية هي المتحكم الأول والأخير في كل ذلك، أخيراً انبهت الدولة في ظل قيادة سياسية حكيمة لهذه الأخطار وحرصت على تطويع التكنولوجيا الحديثة في عمليات تطوير الزراعة سواء بتحليل المياه، أو الري بالتنقيط، أو غيرها من الوسائل التي مازال الفلاح المصري لا يدرك كيفية استخدامها بشكل سليم.

مجلة «well done» بدأت تحقيقها بالنزول لأرض الواقع، ففي قرية كذا يقف فلان الفلاني، فلاح تحت أشعة الشمس الحارقة الله أعلم ما يشغل باله لكن في ديوان التنبؤات ما يشغل باله هو عدم قدرته على تدبير ثمن «شيكارة الكيماوي»…….

قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين إن مشاكل الفلاحين تنقسم لنوعين مشاكل عامة تخص الفلاحين وممشتكل خاصة تخص كل محافظة أو كل محصول ، فالنسبة للمشاكل العامة فمنعا نقص المياه على مستوى مصر فالمورد المياه في مصر يمثل ٥٥ مليار من النيل ونحو ٥ مليار من المياه الجوفيه .

وأضاف حسين أبو صدام إن مصر تحتاج إلى طرق حديثة لترشيد المياه مثل الرى بالتنقيط ،الرش أو الأمطار.  الاصطناعية والمحافظة على المياه من التلوث مثل حفر الترع والمصارف والقنوات  ، فالزراعة فى مصر تستهلك٨٠ % من المياه وتزداد الحاجة فى فصل الصيف .

وأشار حسين إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وأيضا عدم وجود ماكينه حديثة فى مصر ومشكلة التمويه فمعظم الفلاحين يلجأوا إلى التجار فأصبح التاجر يتحكم بالفلاح .

واستكمل حديثه عن المشاكل الخاصة : .

فأوضح نقيب الفلاحين إن المحافظات القريبة من البحار تعانى من تملح الأراضى الخاصة بها زيعانى البعض من حالة عدم استقرار السوق وعدم وجود تسويق فى  محاصيل استراتيجية .

حسين أبو صدام ” احنا معندناش ارشاد زراعى فى مصر ، وأصغر مرشد زراعى عنده ٥٨ سنة فلازم نهتم بالمشكلة دى ”

 

قال هلال برتى ” أحد الفلاحين بأسيوط ” إن كثير من الصعوبات تواجه الفلاح فى تلك الأيام فمنها : ارتفاع أسعار الأسمدة ، استخدام مبيدات مسرطنة وكثرة المبانى على الأراضى الزراعية .

وأضاف هلال أن عدم وجود صرف صحى مغطى تسبب فى ملوحة التربة وانتشار حشائش وحشرات غريبة أدت إلى تقليل الإنتاج وارتفاع أسعار الأسمدة يمثل عبئا على الفلاح .

ومن جانبه أوضح  سامح أمين لمعى ” مراقب ائتمان بنك الزراعى المصرى ببنى سويف ” إن مهمة البنك هى مساعدة الفلاحين كفئة للنهوض بالأقتصاد فى المجتمع ، ومن ضمن التخصص البنك هو إعطاء قروض سواء للزراعة أو تربية المواشى .

وأضاف سامح لمعى أن الفائدة التى يعانى منها الفلاح سببها الأساسى عدم استغلال القرض بشكل سليم ، وإن آليات تسوية الأزمة بين الفلاحين والبنك تتم من خلال مبادرات يعقدها البنك مع الفلاحين .

لمعى ” الفلاح عليه ١٠ آلاف جنيه  الفايدة وصلت ١٥ آلاف جنيه ومش قادر يسدد ، بنخليه يدفع الأصل ونسبة بسيطة من الفايدة كمساعده ليهم ”

قال فادى محمد ” دكتور زراعة بجامعة القاهرة ” إن هناك سياسات كثيرة يتم تنفيذها فى دعم المحاصيل الإستراتيجية مثل :محصول القمح ، الأزر ، البنجر والقصب يتم توزيعه بسعر رمزى لتشجيع المزارعين فى زيادة المساحات الزراعية .

وأضاف فادى محمد إن البنك الزراعى المصرى يتم تصميم منتجات مالية جديدة تخدم المزارع ليس فقط فى العملية الإنتاجية والخدمات الزراعية بل أيضا شملت قروض شخصية وآسرية لأن الفلاح لديه احتياجات كثيرة .

وأشار فادى محمد إن الدولة تحتاج إلى بناء شبكة رى من منطقة الصعيد ببنى سويف إلى أسوان وستعتبر استثمار ضخم .

فادى محمد ” الرى بالغمر مشكلة ، اللى فى أول القناة بيستفيد واللى فى الآخر بيبقى مظلوم ”

ومن جانبه أوضح إن مشكلة المبيدات هو سوء استخدام المزارع لها وأيضا استغلال شركات المبيدات جهل المزارع بأنواع المبيدات وكيفية استخدامها فهى هدفها البيع فقط .

قال محمد فهيم دكتور بمركز القومى للبحوث الزراعية إن مشاكل الفلاحين مشاكل مزمنة وقديمة منذ كان الأقطاعين يسخروا.      الفلاحين فى خدمة الأراصى الزراعية بدون مقابل ، وما زال حقوق.    الفلاح مهدورة لعدم وجود كيان منظم يدافع عن حقوقهم .

وأضاف محمد فهيم ان من تلك المشاكل مشكلة تفتت الحيازات وعشوائية التسويق الزراعى نتيجة فى العرض والطلب المتغير وأيضا مشاكل التأمين للفلاحين وعدم وجود صندوق تكافل .

محمد فهيم ” الفلاح تاج راس هذا البلد .. رغم التاريخ الممتد من العكننة  وسدة النفس …وحرقة الدم  !! “

شاهد أيضاً

السجن المؤبد لغير مصري لمحاولته تهريب مواد مخدرة في مطار القاهرة

حكمت محكمة جنايات القاهرة بالعباسية على أجنبي بالسجن المؤبد لمحاولته تهريب كميات كبيرة من المخدرات …