نشرت صفحة أسيوط اليوم، منشور أحزن عددًا كبيرًا من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاة مواطن يدعى إسماعيل محمد هادي من اليمن، الذي كان يطعم “الكلاب” يوميا في سوق الدليل وهو ينام في الشارع.
وحسب الصفحة، توفي المواطن بالأمس، وظلت “الكلاب” بجانبه حتى الصباح، مؤكدًا أن الصورة تتحدث عن الوفاء لأصحابها.
وتشتهر الكلاب بالذكاء والإخلاص، ويعتبرهم البعض أكثر صدقًا من البشر، وأنهم يقدمون حبًا غير مشروط له.
الواقعة التي تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي في مصر، أظهرت صورة لرجل متوفي في وسط الشارع تحيط به الكلاب حزناً علي وفاته، وأثار تداول الصورة حالة من الحزن والتأكيد علي أن الكلاب لها وفاء كبير للإنسان علي عكس ما يقوم به الناس مع بعضهم البعض .
لاقت الصورة رواجاً كبيراً بين المواطنين في مصر معبرين عن حزنهم لوفاة الرجل والتفاف الكلاب حوله، متسائلين عن السبب الذي يجعل الكلاب تحزن بهذا الشكل لفراق الرجل والتي بدا علي ملامحها الحزن وكأنها تصرخ علي فراق الرجل .
وبالبحث عن الواقعة تبين انها حدثت في اليمن خلال الساعات الماضية، وأثار نشرها أيضا حالة من الجدل علي مواقع التواصل الإجتماعي، اللذين أبدوا دهشتهم من الواقعة وكم الوفاء الذي وجده الرجل من تلك الكلاب الضالة .
وأكدت صحفية عدن اليوم اليمنية، أن “كلاب ضالة أحاطت برجل يمني مشرد قضى سنوات من حياته في رعاية الكلاب الضالة عند موته، ورفضت السماح لأحد الاقتراب من جثته”.
وأوضحت الصحيفة أن المتوفي مواطن يدعي إسماعيل محمد هادي وسط محافظة آب وفوجئ المواطنون أن الكلاب التي رباها لسنوات تحيط به، وتلتصق به في حالة حزن واضحة، لافتة إلى أن إسماعيل كان حريصاً على إطعام الكلاب يومياً في سوق الدليل بمحافظة آب حيث ينام هناك في الشارع، وتظهر الصورة حجم الوفاء التي تظهره الكلاب للإنسان .
فيما أكد موقع المشهد الخليجي، نقلاً عن مصدر محلي، أن هادي توفي أمس الإثنين، ولم يتم الإنتباه لوفاته إلا بعد وقت طويل بواسطة الكلاب التي أطعمها، مشيرة إلي أن الكلاب ظلت تحوم حول المواطن وترفض مغادرة المكان حتي تجمع الناس وعرفوا بوفاته وتم نقله إلي ثلاجة أحد المستشفيات تمهيدا لدفنه .
وفي السياق، كشفت دراسة أمريكية حديثة، أعدتها الجمعية الأمريكية لمنع القسوة ضد الحيوانات، عن أسرار كثيرة في علاقة الكلاب بالإنسان، ومن بينها صفة وفاء الكلب ، وهي الصفة المشهور بها الكلاب.
وأكدت الدراسة أن اتصاف الكلاب بالوفاء، صفة بارزة في العلاقة بين هذا الحيوان الأليف وبين الإنسان، لدرجة أن كثيرا من البشر يثقون في وفاء الكلاب لهم أكثر من بني جنسهم من البشر.
وأرجعت الدراسة أسباب وفاء الكلاب لأصحابها من البشر إلى أسباب متنوعة ومنها:
1- إن قضاء البشر وقتا أطول مع الكلب ينشط إفراز هرمون في جسم الكلاب، اسمه الأوكسيتوكين (Oxytocin) هذا الهرمون يفرز في جسد الإنسان وقت الرضاعة لكي يزيد من ارتباط الأم بطفلها، وقد اكتشفت ذلك العالمة الأمريكية، كريستين أوفانز، التي أخذت عينة دم من بعض الكلاب، وأجرت تحليلا لهذه العينات قبل وبعد لعب الكلاب مع أصحابها، فاكتشفت أن إفراز الأوكسيتوكين، أو ما يطلق عليه هرمون المحبة، يحدث للكلاب بنفس المعدل الذي يحدث لأم ترضع صغيرها، فالكلاب ليست فقط تحب صاحبها حبا غير مشروط بل أيضا تراه جزءا من أسرتها، والسبب وراء هذا الترابط القوي هو رحلة الكلاب من الافتراس إلى الاستئناس.
تشابه الجينات بين الإنسان والكلب
2- تشابه الجينات بين الإنسان والكلب، وقد أجريت دراسة على الحمض النووي للكلاب، فتبين من خلال، نظرية للعالم الصيني يا بينج تشانج، الذي درس الحمض النووي للإنسان والحمض النووي للكلب فوجد أن جينات الكلاب شبيهة وقريبة من جينات الإنسان وهي الجينات المرتبطة بالأكل والسلوك والأمراض أيضا مثل السمنة وسرطان الثدي والوسواس القهري والصرع، وأن الجينات التي تغيرت في الإنسان هي نفسها تقريبا التي تغيرت في الكلاب لأنهما الاثنان مرا بنفس الظروف والتي لازمتهما للكثير من الوقت.
3- من خلال الدراسة تبين أن الكلاب تميل للتعامل مع البشر أكثر من تعاملها مع أبناء جنسها، واتضح أيضا أن نباح الكلاب صفة جديدة لديها، نشأت بمخالطتها للإنسان الكائن المتكلم الذي له صوت، فطورت من جهازها الصوتي في محاولة منها ليصبح لها صوت مثل الإنسان، ما جعل الألفة والوفاء أهم صفتين لدى الكلاب تجاه أصحابها.
4- شعور الكلاب بتعلق البشر، بهم ولّد لديهم صفة الوفاء، وازدادت مع الوقت كلما زاد تعلق البشر بكلابهم، أكثر من الأشخاص الموجودين في حياتهم، وذلك أكد دراسات أخرى أن رغبة بعض الإنسان في اقتناء كلب تزداد عندما يكون هذا الإنسان غير سعيد مع أسرته، وأيضا عندما تتوتر علاقات مع بني جنسه من البشر فيزداد تعلق صاحب الكلب بكلبه، فنشأت بينهما الألفة، وازدادت هرمونات الوفاء عند الكلب لصاحبه.
بوابة حديث مصر الإخبارية إخبارية, مستقلة, شاملة
