كشفت دراسة طبية جديدة النقاب عن أن الإبل تلعب دورا بارزا فى انتشار فيروس متلازمة الالتهاب التنفسى، المعروف اختصارا باسم “ميرس”، فى منطقة الشرق الأوسط.
واقترنت هذه الدراسة – التى نشرتها مجلة (تايم) الأمريكية فى أحدث عدد لها وبثتها على موقعها الإلكترونى اليوم – بأدلة قوية تظهر دور الإبل فى انتشار هذا الفيروس القاتل، الذى أودى بحياة العشرات منذ أن ظهر بالشرق الأوسط عام 2012.
وذكرت الدراسة أن مرضى فيرس “ميرس” يبدو أن كان لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإبل العربية وحيدة السنام، والتى تنتشر فى مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولها قدرة كبيرة على السفر فترات طويلة بدون مياه، موضحة أن الباحثين فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة استخرجوا خلال الخريف الماضى عينات (دم ومسحات من الأنف المستقيم) من 203 من الإبل العربية فى السعودية، كما استخدموا معدات مختبرية متنقلة لاختبار الأجسام المضادة التى تستجيب إلى فيرس “ميرس”، وتوصلوا إلى أن هذه الإبل كانت تحمل الفيروس منذ أكثر من عقدين.
وأشارت إلى أن هؤلاء الباحثين قاموا بتحليل عينات دم مسحوبة خلال الفترة من عامى 1992 وحتى 2010، وذلك لمعرفة ما إذا كان هذا الفيروس جديدا، أم أنه كان متواجدا فى أجساد الإبل، ولكن لم يكشف عنه من قبل، حتى أدركوا أن نحو 75% من الإبل المختبرة حديثا لديها أجسام مضادة، وأن هذا الفيروس متوطن فى أجسام أغلب الإبل فى المملكة العربية السعودية.
من جانبه، قال بيتر دازاك، رئيس منظمة تحالف الصحة البيئية فى نيويورك “إن هذه الدراسة تكشف مدى خشيتنا من اتصال المواطنين بالإبل فى المملكة العربية السعودية؛ لاسيما هؤلاء الذين يتصلون بصغار الإبل”.
وحذرت الدراسة من كثرة الاتجار بالإبل وذبحها، أو حتى تربيتها كحيوانات أليفة، وهو الأمر الذى يزيد من فرص انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر.