سعيا للاستفادة من البرمجيات الحديثة في بحوث الدواء توصل فريق بحثي بصيدلة عين شمس لمركبين كيميائيين قد يكون لهما دور في المستقبل في علاج سرطان الثدي. الدراسة جاءت نتاجا لبحوث مستمرة لعدة سنوات باستخدام برامج المحاكاة لانتقاء المركبات الكيميائية التي يمكن تجربتها معمليا للتغلب علي الخلايا السرطانية.
ويقول د. خالد أبو زيد وكيل الكلية لشئون الطلاب إن برامج المحاكاة تعد من التخصصات المهمة والداعمة لكل المجالات العلمية حيث تسهم هذه البرامج في تكوين بيئة تجربة افتراضية علي الكمبيوتر شبيهة بما يجري في المعمل فمثلا إذا أردنا تجربة فاعلية أنواع مختلفة من المركبات الكيميائية في التغلب علي الخلايا السرطانية نقوم بتغذية البرنامج بكل المعلومات عن المركبات الكيميائية محل التجربة ثم نرصد النتائج والتي ستساعدنا بقدر كبير في انتقاء المركبات الأكثر فاعلية لتنفيذ التجارب المعملية مباشرة واستبعاد المركبات غير الفعالة من التجارب. ويضيف د.خالد إنه منذ عام 2005 حيث بدأ المشروع بصيدلة عين شمس بإنشاء معمل لتدريب الطلبة علي استخدام الكمبيوتر لتصنيع الدواء، ثم أنشأنا معملا آخرا عام 2011 يحتوي علي 30 جهاز كمبيوتر. ومن خلال مشروع اكتشاف أدوية جديدة للسرطان تم تغذية الكمبيوتر بأنزيم مسئول عن الخلايا السرطانية و اقتراح بعض المواد الكيميائية ووضعها علي الكمبيوتر لاكتشاف هل هناك تفاعل بينها وبين الإنزيم أم لا. ثم بعد انتقاء المركبات الأكثر فاعلية وتجربتها معمليا نعود مرة أخري إلي الكمبيوتر لمقارنتها مع الأدوية الموجودة بالفعل في الأسواق. ومن خلال هذا البرنامج أنتجنا حوالي 30 بحثا عن أدوية مضادة للسرطان وتقدمنا للحصول علي براءة اختراع عن ابتكارين دوائيين أحدهما مشتق من نواة الكينازولين ويساعد في علاج سرطان الثدي وأنتجناه من مواد تخليقية في المعمل بتكلفة اقتصادية. أما البحث الثاني فكان لمادة مشتقة من الكركم وتساعد في القضاء علي الخلايا السرطانية بشكل فعال دون التأثير علي الخلايا الأخري، وتم تجريبها من خلال اختبارات بيولوجية في المعمل وعلي الأنسجة والأنزيمات داخل وحدة زرع الأنسجة بالكلية. وقد نشرت الأبحاث في المجلة الأوروبية للكيمياء الطبية في ديسمبر الماضي. ويقول د.عبد الناصر سنجاب عميد صيدلة عين شمس أنه كي نحقق حلمنا في عمل مشروع قومي لاكتشاف الدواء وتنفيذ هذه الأبحاث علي ارض الواقع أنشأنا أول مركز متخصص للاكتشافات الدوائية وحصلنا علي مشروع بقيمة 10ملايين جنية من أكاديمية البحث العلمي لتجهيز مركز للاكتشافات الدوائية وبيت للحيوانات لاستكمال ما بدأناه من برنامج المحاكاة باستخدام الكمبيوتر لتصميم الدواء وذلك حتي نستطيع أن ننفذ أبحاثنا داخل المعمل ونربط بين الأبحاث التي تم تنفيذها بالفعل وتجريبها علي حيوانات التجارب كخطوة أولية لهذا المشروع. وأشار إلي أن الهدف الرئيسي من المشروع إنتاج دواء مصري من تقنية التكنولوجيا الحيوية والمنتجات المحلية لعلاج أمراض السرطان حتي تكون منخفضة التكلفة حيث إن هذه الأدوية غالية الثمن.