“دار الإفتاء”: التكفير له ضوابط وأحكام ولا يجوز استخدامه في السجال السياسي

كتب _محمدالزهرى:
حذرت “دار الإفتاء المصرية” من خطورة انتشار أفكار ومقولات التكفير بين الناس ، وما يتبعه من استحلال للدماء وإزهاق للأرواح ، وهو الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم .

وأوضحت “الدار” – فى بيان لها اليوم – إلى أن “مرصد التكفير” – والذي أنشأته “الدار” مؤخرًا ؛ لمواجهة تلك الظاهرة – أظهر أن المجتمع المصري يواجه موجات متتابعة من حملات التكفير والتفجير ضد فئات متعددة من المجتمع ، بغرض تحقيق أهداف خاصة ومصالح سياسية .

كما أوضحت “الدار” أن التكفير من القضايا التي تحكمها ضوابط وشروط وأحكام لا يجوز تجاوزها ، وأنه لا يجوز لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين ، وإن أخطأ حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة أمام القضاء ؛ لأن الحكم بالردة والخروج من دائرة الإسلام لا يكون إلا بعد حكم قضائي .

وصرحت “الدار” أن تكفير الناس يعد افتراء الكذب على الله – تعالى – في الحكم ، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة .

وشددت “الدار” أن للتكفير ضوابط تتعلق بأدلة النص ، وقصد الفاعل ، وانتفاء العذر بالجهل ، وغياب الإكراه عن الشخص ، بالإضافة إلى التأويل وهو وضـع الدلـيل الشـرعي في غير موضعه باجتهاد ، أو شبهة تنشأ عن عدم فهم دلالة النصّ وغيرها من الضوابط والأحكام ، التي تضبط الظاهرة ، وتمنع شيوعها على الملأ .

وأكدت “الدار” أن خطورة هذا الفكرتكمن فى استحلال دم ومال الشخص المُكَفر ، واستحلال الكذب والنفاق وغيره بدعوى أنها فى سبيل الله ، ومن ثم القيام بعمليات إرهابية وقتل المدنيين المسالمين .

وأشارت “الدار” إلى أن معالجة تلك الظاهرة تتطلب تضافر الجهود ، وتكاتف الجميع من أجل توضيح المفاهيم التكفيرية ، وموقف الإسلام من التكفير ، وخطورة إطلاق الأحكام التكفيرية على العامة من الناس والخاصة من أولى الأمر ، والتمسك بالمنهج الأزهري الوسطي القويم ، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ، التى نشرتها الفرق المختلفة ، ومواجهة الفكر المتطرف بالقوة الفكرية .

الجدير بالذكر ، أكدت “الدار” أن حماية الأوطان لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان ، بل تتطلب أيضا مناهضة كل فكر ضال أو أي محاولة للاستقطاب وزرع الشقاق والنزاع بين أبناء الوطن الواحد

شاهد أيضاً

تفسير حلم زيارة المدرسة بعد انتهاء التعليم.. حنين للماضي وبحث عن الأمان

يعد حلم الذهاب إلى المدرسة بعد انتهاء المرحلة التعليمية من الأحلام المتكررة التي يراها كثير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *