اسطوره الأمن و الأمان في عهد مبارك الأساطير و التابوهات في العقل المصري

كتب _ حازم سعيد
نصل اليوم للاسطوره الثانيه عشر في العقل المصري. تقول الاسطوره ان مصر و المصريين تمتعوا بالأمن و الأمان في عهد السيد مبارك و ان وزراء داخليته كانوا أقوياء و انه علي الرغم من فساد نظامه فانه علي الأقل وفر الأمن و الأمان للمصريين.
هذه احد اسهل الأساطير في دحضها لانها تخالف كل البيانات المكتوبه. تعالوا معا نستعرض سجل العمليات الإرهابيه في عهد السيد مبارك و وزراء داخليته و مدراء مخابراته الأقوياء:
مايو ١٩٨٧: محاوله اغتيال حسن ابو باشا وزير الداخليه السابق.
أكتوبر ١٩٩٠: اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب و محاوله اغتيال وزير الداخليه عبد الحليم موسي.
١٩٩٣: تم قتل و جرح ١١٠٦ شخص و تم تنفيذ العديد من الاغتيالات في وضح النهار ضد كبار قيادات الشرطه. قتل ١٢٠ من رجال الشرطه في مقابل مصرع ١١١ من التنظيمات المناوئة. تم كذلك محاوله اغتيال وزير الاعلام و رئيس الوزراء.
نوفمبر ١٩٩٧: مذبحه الأقصر و تم فيها قتل ٦٢ سائحا.
أكتوبر ٢٠٠٤: تفجير فندق هي لتكون طابا بالاضافه الي تفجيرين اخرين في راس شيطان و نويبع مما أسفر عن مقتل ٣٤ شخصا.
ابريل ٢٠٠٥: سلسله تفجيرات القاهره. احد المتهمين في الانفجار الاول يدعي اشرف سعيد و مات في قبضه الشرطه بعد ٣ أسابيع من القبض عليه. يعتقد ان الهجوم الثالث كان بتنفيذ أقربائه الذين أرادوا الانتقام له.
يوليو ٢٠٠٥: سلسله تفجيرات شرم الشيخ التي أدت لمقتل ٨٨ شخصا و أصابه المئات.
ابريل ٢٠٠٦: تفجيرات منتجع دهب. أدت لمصرع ٢٣ شخصا و جرح العشرات. قال محافظ جنوب سيناء ان العمليه كانت تفجير انتحاري بينما قال السيد حبيب العادلي، وزير الداخليه الذي ينظر له بعض المصريين بالحنين كوزير صارم، نفي ان يكون تفجير انتحاري و ذكر انها قنبله بدائيه باستخدام المسامير. اثبتت تحقيقات الطب الشرعي في الأخير انه كان تفجير انتحاري و تم تنفيذه كمعظم تفجيرات سيناء كرد فعل انتقامي من بدو سيناء ضد الحكومه المصريه احتجاجا علي سوء معاملتهم.
سبتمبر ٢٠٠٨: تم اختطاف مجموعه من السياح و المصريين في رحله سفاري في جنوب مصر. تم إطلاق سراحهم بعد ذلك.
فبراير ٢٠٠٩: تفجير خان الخليلي الذي أسفر عن مقتل طالبه فرنسية.
يناير ٢٠١١: تفجير كنيسه القديسين في الاسكندريه مما ادي لمصرع ٢٣ شخصا. و مازال الفاعل طليقا و توفي احد المتهمين في قبضه الشرطه و مازال قاتله طليقا.
بالطبع هناك محاولات اغتيال فرج فوده و نجيب محفوظ كذلك، بالرغم من وجود تهديدات معروفه لهم. و مع ذلك لم توفر الشرطه حمايه لهم. مثلا.
يمكننا إذن ان نعد اكثر من ١٥ من الحوادث الإرهابيه الرئيسيه في عهد السيد مبارك الذي استمر ٣٠ عاما.
نقارن ذلك بثلاث حوادث فقط في عهد الرئيس السادات مثلا:
مايو ١٩٧٤: اقتحام الكليه الفنيه العسكريه بواسطه مجموعه صالح سريه. قتل فيها ١١ شخصا.
يوليو ١٩٧٧: اختطاف و قتل الشيخ الذهبي في مقابل فديه.
أكتوبر ١٩٨١: اغتيال الرئيس السادات من قبل ضابط و زملائه في الجيش المصري خلال عرض أكتوبر العسكري.
و ذلك خلال فتره زمنيه استمرت ١٠ سنوات شهدت مصر خلالها حروبا و قتالا و تحولات سياسيه و استراتيجيه ضخمه من أقصي اليسار الي أقصي اليمين، في حين من المفترض ان عهد السيد مبارك كان عهد الاستقرار.
لذا بالأرقام فالأحداث لا تكذب و من الواضح انه لا كان هناك امن حقيقي و لا كان وزراء الداخليه بالقوه التي يتصورها الناس و الحقيقه ان العدل قد غاب لذا زادت حوادث الانتقام من الحكومه و الشرطه المصريه. فلكل فعل رد فعل.
لماذا إذن يتخيل المصريون ان عهد مبارك كان عهد الامان؟
يعود ذلك لما يطلق عليه الحنين للماضي او النوستالجيا باللغه الانجليزيه. اكتشف العلم ان ذاكره البني آدم انتقائية بشكل كبير فالذاكره تبقي فقط علي الذكريات الحلوه و تنسي الذكريات السيئة، و هذا ما يساعد الانسان علي تقبل الظروف الصعبه او التجارب القاسيه و المضي قدما في الحياه. يودي ذلك انه عندما يتم ذكر الماضي لا تبقي الا الذكريات الجميلة، بينما الحقيقه قد تكون خلاف ذلك تماماً.
للاسف معظم المصريين لا ماض لهم الا مع السيد مبارك لطول فتره حكمه و صغر متوسط عمر المصريين. لذا فالسيد مبارك هو الماضي الوحيد الذي يعرفه المصريين و بمرور الوقت تنسي الذاكره تجارب مبارك القاسيه و الفاشله و الفساد و الإفساد و احمد عز و جمال مبارك و التفجيرات الإرهابيه و كنيسه القديسين و حوادث القطارات و غرق العباره و تبلد حس السيد مبارك تجاه الغرقي و تعذيب الناس في السجون و تبقي نوستالجيا لا معني لها.
تخلصوا من الأساطير.

شاهد أيضاً

الحملة الانتخابية للمرشح عبدالفتاح السيسي : إنطلاق قوافل إنسانية مصرية نحو فلسطين

أثنى فريق حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي على انطلاق قافلة إنسانية ضخمة متجهة نحو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *