«ست بـ100 راجل».. قصة إمرأة تتجول بعربة لبيع أسطوانات الغاز بالإسكندرية

 

بعض المهن لا نعرفها إلا بالرجال، إلا أن قاعدة الاستثناءات موجودة، فبعضهن أخترقن قواعد المهن ودخلوا فيها ليصنعوا حكايات خاصة ما بين قسوة الظروف التي ساقتهم إليها، وعزيمة الإرادة التي جعلتهم يستمرون فيها.

٤٨ عام هي حصيلة حياة مهنية مليئة بالمشقة والتعب في حياة السيدة … البالغة من العمر 53 عام، حيث بدأت في العمل قبل أن يناهز عمرها 6 سنوات، بالعمل علي عربية “كارو” لجمع نشارة الخشب وتحويلها للمخابز، واستمرت فيها حتي سن 12 عام.

“سيدة الأنابيب” هو اللقب الذي تعرف به هذه السيدة في نطاق منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، ولأنها مهنة غير متعارف علي النساء الظهور فيها بالإسكندرية، فقد تميزت بها وأصبح لها لقب خاص و زبائن يتعاملون ويلجئون إليها وحدها.

وتروي سيدة الأنابيب قصتها قائلة: “بدأت العمل منذ كان عمري 6 سنوات، علي عربية “كارو”، وذلك حتي سن 12 عام، وبعدها عملت في مصنع لصناعة حلويات وكنت أتقن صنع حلاوة المولد، وبعدها تنقلت من مهنة لأخري حتي عملت في مجال الأنابيب منذ 30عام.

ميكانيكي والسباكة والنجارة.. جميعها مهن تنقلت بينها “أم كريم”، حتي بدأت في بيع أسطوانات الغاز، قائلة: “أول ما اشتغلت كنت بجمع أنابيب من الجيران و أبدلها من المخزن، ولما جمعت مبلغ جبت عجلة، وبعدها صاحب المخزن لما عرف أني معايا أطفال ساعدني وترك لي أنابيب للعمل عليها حتي أستطيع تجميع مبلغ شرائها”.

وعن دوافع دخول تلك المهنة تقول سيدة الأنابيب “بعد ١٨ سنة من العمل من مهنة لأخري، تزوجت وكنت علي أمل أن استريح من متاعب الأعمال، إلا أنني انجبت ٦ أطفال و زوجي كان مريض بالسكر ودخله لا يكفي لاحتياجات أبنائنا، فقررت العمل والصدفة جعلتني أختار الأنابيب للعمل علي بيعها”.

وتضيف ” ولادي كان عندهم الرغبة والشجاعه أنهم يتعلموا، لكن مكنش في فلوس عشان يكملوا في المدارس، اشتغلت وتعبت، كنت بعمل أكل لأولادي وانا لأ، وأجيبلهم لبس وانت لأ”.

وتستكمل سيدة الأنابيب “يوم ما جوزي مات مكنش في البيت مليم، والدنيا خبطت معايا أكتر، أهلي من القاهرة، وأهل جوزي عايشين، لكن محدش شال معايا مسئولية بيتي وأولادي، والمعاناة كانت صعبة أوي”.

وعن مشاق المهنة تروي سيدة الأنابيب ” كنت بطلع أنابيب لحد الدور 15 علوي، دراعي تعب من الشغل، بس هعمل ايه أربي أولادي أزاي؟..كان بيتسرق مني أنابيب كتير وكان اللي شغالين في المهنة داخلين مواجهة معايا لأني كنت نشيطة وبشتغل كتير والناس بتكلمني مخصوص”.

وتستكمل “الشغل في الشتا كان بيعرضني أكون مريضة دايما لأن المياه بتغرقني، لكن كملت شغل عشان أولادي، كان حاجه ولادي يكملوا ويتعلموا، مكنتش عايزة أكون مقصرة معاهم، ومع الوقت أصابع رجلي باظت وعملت ٤ عمليات عشان أعرف أكمل شغل”.

وتضيف “لما ولادي كبروا أنا اللي جوزتهم، شقيت أكتر عشان بعد ما أعلمهم أجوزهم وأكون أديت رسالتي بما يرضي الله”، وحتي الآن فلم بتحمل مصاريف أسرتها ولكن أيضا منزل ابنتها التي طلقها زوجها وتركها بثلاثة أطفال دون نفقة.

وعن الجوانب الإيجابية التي دفعتها لاستكمال العمل في تلك المهنة تقول سيدة الأنابيب “الفصل يرجع لتشجيع الناس اللي خلاني أستمريت في المهنة، بقيت باخد العجلة، هما اللي وقفوا جنبي وساعدوني، علي سبيل المثال أنا معايا بطاقة تموين رغم أني محتاجه لها، الشغل ده خلي الناس تساعدني وأسرة عطتني بطاقة العيش بتاعتهم”.

وعن التحديات التي تواجهها في ممهنتها الآن تقول سيدة الأنابيب “لما الغاز الطبيعي دخل البيوت الشغل اتأثر بشكل كبير، وبقي قليل”.

ووجهت سيدة الأنابيب رسالة للرئيس السيسي عن رغبتها في رؤيته، وكذلك وجهت في نهاية حوارها رسالة للمرأة قائلة ” اشتغلوا.. الشغل مش عيب ولا حرام”.

شاهد أيضاً

تخفيض أسعار الأعلاف: الإفراج عن 121 ألف طن من الذرة وفول الصويا بقيمة 60 مليون دولار في إطار مبادرة الحكومة

أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي  أن الافراج  عن مستلزمات الاعلاف متواصل بالتنسيق مع البنك …