أخبار عاجلة

عبده علي الحسني الكاتب اليمنى يكتب : ياسين أبو الشهيدتين وزوج الشهيدة

 عاد الجريح ياسين من رحلة علاجية استغرقت عدة أشهر في مدينة القاهره .. عاد وبين جوانحه حزنا غائرا وفي قلبه الم لا يسكن جسدا إلا فارق الحياة ، قوي هذا الرجل فهو مؤمن بقدر الله لكنه عاد وفي نفسه من الشوق كثيراً ومن الذكرى أكثر إلى منزله المتواضع الذي أصبح في حكم العدم بعد أن هدمته قوات الجيش اليمني فوق ساكنيه في مدينة الضالع جنوب اليمن بقيادة المجرم ضبعان في حادث إجرامي شنيع مخلف وراءه ثلاث جثث استشهاد زوجته ( لينا ) وأبنتية اللتين كانتا في عمر الزهور ( ياسمين ويسرى ) بينما أصيب رب الاسرة بجروح خطيرة في جسده . عاد ياسين وفي نفسه شوق وحنين لرؤية أسرته الصغيرة فلقد كان يتوق أن يرى براءة ياسمين وعفوية يسرى ليحتضن فلذات كبده ولو حتى بالأحلام ، فهو لم يستوعب بعد أنهم اقتلعوا أشجار الطفولة وأغصانهما العفوية. أين ربيع وزهور يسرى ؟ ، وأين أكاليل ياسمين ؟ لتتقلدا وميض الحياة وتكونا زينة لها، كان أبو الشهيدتين على موعد في نفسه بتجلي روحانيات القدر ليرى زوجته وشريكة حياته ولو لدقائق . غادر ياسين ارض الوطن مودعاً مدينة الضالع ومخلفاً وراءه بيتاً وأسرة من الإطلال في يناير 2014 أثر جروح ألمت به وأفقدته الوعي لأيام جراء جريمة اقترفتها قوات الاحتلال اليمني حين أرسلت قذائف المدفعية إلى منزله في قرية الإسلاف في إطراف مدينة الضالع ضمن حملة استهدفت بعض مدن الجنوب مما تسببت في هدم بيته وموت كل أفراد اسرتة ، لقد جاءت مدافع الاحتلال لتدمر حياة أسرة بريئة وتقتل الطفولة وأحلام والديهما ، ياسين ماذا تبقى لك غير حطام يشير إلا انه كان هنا منزل وكانت تعيش فيه أم وطفلتين ؟ … وهكذا يستمر الدمار وتزهق الارواح الطاهرة رحم الله الشهداء وشفى الله ياسين وكل الجرحى . الشيخ ياسين عانا كثيراً من شدة الالم والحزن طيلة فترة تواجده في مشافي القاهره ولم نرَ قائداً جنوبيا او حراكيا اقترب منه ليواسيه ويقف بجانبه للتغلب على ما أصابه ليخرج من هذه المحنة ، غير عدد قليل من الزوار البسطاء ممن لايملكون إلا واجب الزيارة فقط ، جريحنا المتألم كان بحاجة ماسة إلى مساعدة ووقفة إنسانيه جادة تعيد له منزله وتسهل تواجد احد أقاربه ليواسيه ويمسح عنه دموع القهر ووحشة الفراق ، ياسين بحاجة إلى نظرة إنسانيه والى مد يد العون ليعيد تكوين حياته على أطلال ارض انتزعت منه أغلى ما كان يملك في حياته ..! ما أعظمك ايها الرجل ، نسأل الله ان يكرمك بأعلى مراتب الجنه مع من ينتظرون قدومك وسبقوك الى جنان الخلد وروضات الرحمن ، فبقدر الألم والحزن وجب أن يكون فرحك ابن الضالع وإبن بلادي الازارق بمقدار مصيبتك وجب أن يكون صبرك ، فلا نجد شيئا نواسيك فيه غير تقاسم الألم ونزول الدمع فأنت حقاً في عداد المنكوبين ، عوضك الله وأسعدك في أخرتك ومنحك من الأجر والثواب الكثير وسخر لك من يمد لك يد العون . لقد كنتُ متابعاً لسيرة أسرة ياسين فعلى الرغم من حزني الشديد لما أصابه ، إلا أن الحزن أختلط بمشاعر الفخر والاعتزاز بما قدمته زوجته (معلمة القران) في حياتها وما خلفته بعد موتها فقد كانت تعلم جيرانها كتاب الله حتى قتلوها وهي تحمل في بطنها جنين وفي حوزتها مصحف تتلية وتبلغ به ، حسرتي على كل شيء حتى مصحف القران تمزق واحترق ، حقاً وجب عليك الصبر لقد رحلت ولم تترك لك شيء ، فقط تذكر إنها في انتظارك … فمن حقك الموت أو الحياة أو الحزن ،،، إن شئت تحجرت الدموع في مجرى أدمعي وتثلج الحزن على صدري وضاقت أنفسي . ولسان حال الرثاء يقول : فما رد الرثاء لنا قتيلا **ولا فك الرجاء لنا سجينا سنبحث عن شهيد في قماط ** نبايعه أمير المؤمنينا ونحمله على هام الرزايا ** لدهر نشتهيه ويشتهينا فإن الحق مشتاق إلى أن ** يرى بعض الجبابر ساجدينا

شاهد أيضاً

الحب الذى أغضب الملك فاروق…وتفاصيل الفنان الذى كان يزور معشوقتة فى منزلها

كان رشدي أباظة  يزور كاميليا في شقتها في عمارة «الإيموبيليا» وأصبح له مفتاحه الخاص، وأكدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *