الجمعة العظيمة.. البابا يرأس الصلاة بوجه حزين.. وآلاف المسيحيين يتدفقون على القدس

تسربلت الكنائس بالشارات السوداء، اليوم الجمعة، وظهر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تكسو الكآبة وجهه، وينظر من وقت لآخر للصليب الذي يتوسط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
و”الجمعة العظيمة” كما يطلق عليها المسيحيون، هي يوم الصلب وعذاب المسيح، وتحيي الكنائس ذكري آلام الصليب التي اجتازها السيد المسيح، وكيف صار في “طريق الجلجثة” الذي يوجد بالقدس فيبدأ الحجاج السير في ذلك الطريق، ويقفون في كل محطة من محطات الآلام، ووفق الكتاب المقدس بدأت محاكمة المسيح من مساء الخميس بتهمة ويمر المسيح بأربع عشرة محطة أو مشهد يتذكره المسيحيون ويقفون خلال الساعات الأولى من الجمعة حتى الثالثة وهي ساعة الصلب، والسادسة حيث أَسلم الروح.
والمحطة الأولى للمسيح هي محاكمته أمام بيلاطس البطني ملك اليهود وقتئذ والذي خيّر اليهود بين إطلاق صراح أكبر مجرم أو المسيح وفق التقليد اليهودي بإطلاق أحد المعتقلين خَر، فصرخ اليهود “أطلق لنا باراباس وعن المسيح “اصلبه اصلبه”.
والمحطة الثانية حمل المسيح الصليب، وفي طيفه يلتقي العذراء مريم أمه، والثالثة ظهور شخص يُدعى سمعان القيرواني يساعد المسيح في حمل الصليب بعد أن سقط على وجهه من ثقل الصليب.
وفِي المحطة الرابعة وفق ما ذكره القديس لوقا في بشارته التقى نساء من القدس واللواتي كن يصرخن عليه، ويسقط المسيح في الطريق للمرة الثالثة وهي المحطة الخامسة.
والمحطة السادسة يتم تجريده من ثيابه تمهيدًا لصلبه، ومن ثم يرفع فوق الصليب وهي المحطة السابعة، ويبدأ الهزء منه فيضفر اليهود تاجًا من الشوك، ويتوجونه به فوق الصليب ويعلقون شارة كتب عليها “ملك اليهود” وهي المحطة الثامنة والتاسعة.
والمحطات الخمس الأخيرة داخل كنيسة “القيامة” وهي كنيسة شُيدت على الموقع الذي به قبر المسيح، وتبدأ بأن يسلم المسيح روحه فوق الصليب بعد أن يصرخ “قد أكمل.. وَيَا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” وأظلمت الشمس في ذلك الوقت، ثم ينزلونه من فوق الصليب، ويتبرع أحد اليهود بقبر لدفنه، وفي النهاية يدفن المسيح ويختم الحجر، ومن هنا تنتهي الجمعة العظيمة بالدفن.
وتدفّق آلاف المسيحيين من مختلف أنحاء العالم على القدس القديمة للمشاركة في قداس الجمعة العظيمة والسير على درب الآلام الذي سلكه المسيح قبل صلبه.
وشارك مسيحيون من عدة دول أوروبية والهند وسريلانكا والفلبين في قداس الجمعة العظيمة وسلكوا درب الآلام حتى كنيسة القيامة.
وحمل المصلّون صلبانًا تنوعت ما بين كبيرة أو صغيرة، وبسيطة أو مزخرفة، وكانوا يتوقفون عند كل محطة من محطات طريق الآلام للصلاة وإنشاد الترانيم.

شاهد أيضاً

البابا تواضروس يستقبل مصابي حادث مغاغة

استقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *