محسن بدر يكتب تفاصيل القبض على ضابط الشرطة بقسم أول أسيوط متلبسا بالرشوة أغلقت تلفونى حتى يرجع الضابط عن سقطتة وصليت صلاة استخارة فشعرت بالراحة والرضا

منذ يوم 13مارس وانا أعيش حرب داخلية شديدة جدا ، فركن فيها يقول ان ما فعلتة يرضى ربك ودينك ورسولك ، والركن الاخر انك كنت سببا في ضياع مستقبل شخص ما .

هذه المقالة متطابقة كليا عن ما حدث وعن ما صرحت به للنيابة العامة وفى محضر التحقيق بمديرية الامن وهى الحقيقة بعينها ، ويمكن ان تكون هذه المقالة مترجمة على شكل صحفى ، والمحكمة لها الكلمة الأولى والأخيرة في الحكم على هذا الضابط بالذنب ام بالبراءة.

كتابتى لهذا المقال هدفها شيء واحد وليس تشهير بشخص لم تخرج المحكمة بقولها بالادانة أو البراءة ، فالمتهم برئ حتى تثبت ادانتة.
ولكن الهدف منها هو انسان محسن بدر، فالحرب التي عشتها في الساعات القليلة والتي لم تتعدى 18 ساعة ، كانت اشبة بثقل كبير على قلبى ، وعشت ساعات كانهم سنين ، ولم ارتاح واشعر بالرضا في حياتى الا بعد صلاة الاستخارة الساعة الخامسة فجرا .

البداية بعد خروجى من مكتب محافظ أسيوط بعد الاستفسار منه عن بعض القضايا التي تهم محافظة أسيوط حتى لا اقع تحت نشر اخبار كاذبة ، وكان التلفون يرن بشدة فرددت وكان معى على التلفون ( محمود )ايوة يا محمود ..يا أستاذ محسن فية عربية شرطة في الأرض جاية تعاين وعايزين الأوراق ال معك علشان نوريها للضابط وأمين الشرطة ال معاة ……حاضر يا محمود مسافة السكة وهكون عندك ..(الأوراق خاصة بارض اقاربى لان هناك جلسة عرفية انا طرف بها لوجود نزاع على هذه الأرض ) ….وبعد ثوان قليلة اتصال هاتفى من أحد اقربى يقول لى …يا محسن انت فين ..قلت لة انا في طريق لارض المعلمين ، ففوجئت انة متواجد مع سيارة الشرطة بالصدفة في المكان وهو ليس له اى أملاك هناك …قائلا لى ان ضابط الشرطة على علاقة بابنة (محامى) والضابط طلب قرشين وهيخلصلكم الورق والمعاينات لصالحكم علشان تاخدو قرار تمكين ، كان الاستغراب سيد الموقف ، فقلت لة انا جاى في الطريق ، وبعدها بدقائق وجدت (محمود يرن عليا ) ويقول لى وصلت فين يا أستاذ محسن ، اقولك ،، الضابط خدنى على جنب وقالى هات 100 الف وانا اخلصلك الليلة دى ، فكانت كلمتى لة بالتلفون (الضابط بصوت عالى ) لاننى لم اصدق قريبى واحسبها اشتغالة ..فقلت له انا جاى في السكة واتصلت بعصام (عصام ال اشترى الأرض من الكل حتى يتم تسليمها له ) وجاى بالاوراق وصاحب الأرض.
(كل ذلك مسجل تليفونيا بالمواعيد المحددة سلفا وتم تقديمه للنيابة )

وصلت الى الأرض مع عصام وتقابلنا مع الضابط وامين الشرطة والتي انفرد بنا الضابط وامين الشرطة قائلا انه سيقوم بعمل معاينة لصالحنا حتى يتم التمكين من الأرض والدفع 100 الف الان ومائة بعد التمكين ، فقلت لة ان قرار المعاينة في المحضر رقم 1843 ادارى 2016 والقادم بشأنة قد تم الصلح بين اطرافة بطريقة غير رسمية وقام الأطراف ببيع الأرض لعصام ولا يوجد نزاع ، فاردف الى محمود وعصام قائلا (هعملكم معاينة هتمكنكم من ال 16 قيراط كلهم ) ال متعدى عليهم من أخرين ، وبالفعل نبة على امين الشرطة بقياس كل الأرض ، حتى حضرت الجيران البعيدة ، مشككة في شيء نقوم بفعلة ، واحتويت الموقف مع الجيران وتم التواصل بين عصام وبين الضابط وحصل الطرفين على ارقام تلفونات بعضهما البعض ، وقال عصام للضابط هنشاور وهندبرلك المبلغ وهنرد عليك ، والكل انصرف الى حال سبيلة .

تحركت الى قريتى درنكة انا وعصام لتناول الغذاء ووجدت عصام ممتعضا ان الضابط اتصل بيه اكثر من 100 مرة وعايز ال 100 الف ، وذلك بعدما نسينا الموضوع ، فطلبت من عصام ان يقوم بالتسجيل لة ، فقال انة لا يعرف ذلك ، فقلت له اعطينى رقمة وتواصل معاة ان محسن من يقوم بتوصيلة المبلغ ، وانصرفنا بعد قضاء مصالحنا ، وكان الاتصال التلفونى الأول المسجل للضابط ، بينى وبينة وبالتفصيل ، وحكاية ال 100 الف وحكاية المعاينة وامين الشرطة والمباحث وحاجات مرعبة في التسجيل الذى استمر قرابة 4 دقائق ، وقلت لة انا دبرت مبلغ وساعة وساقوم بتدبير مبلغ أخر .
كل ذلك جعلنى ادخل بصراع نفسى شديد ، هل سأقوم بالابلاغ عنة ، لانى يضحك على عقولنا ، ومن الممكن إيذاء اخرين بعيدا عنا ، ام اتركة يقع بعيدا عنى ، ام ماذا ،، تكرر الاتصال مرتين بعدها بساعة وساعة أخرى تقريبا ، يسرعنى على احضار اى مبلغ تم تكوينة لان الناس ضاغطة علية وعايزة فلوس .
في هذا الوقت فكرت كثيرا ..وقلت المشاورة افضل ، فذهبت الى الشخص الذى ربانى وله افضال على حتى الان ، وشرحت لة الموقف ، فقال لى اغلق تلفونك ومتردش علية ومتعملش كدة ، ربنا هيجيبها بعيد عنك ، ولا تعادى الشرطة ، واعطانى درسا منطقيا ان ابتعد عن اى صراعات ، واذا كان هناك شخص فاسد فربنا لن يتركة ، وخرجت من عندة مقتنعا بكلامة ، فاتصل بى عصام وقال لى طفيت لى تلفونك ، الضابط خارب الدنيا (الوقت دة قمت بإدخال رقم الضابط في القائمة السوداء على تلفونى نجمه 7 شباك ) .. فقمت بالاتصال باللواء عبد الباسط دنقل مدير أمن أسيوط وقلت له عايز اقابل سيادتك ضرورى في امر هام بعيدا عن التلفون فحدد لى الساعة العاشرة والنصف ليلا ، ودخلت له قبلما يأتي حتى مدير مكتبة ، وكانت مقدمتى طويلة ، اننى لم أحضر لايذاء احد وحاولت اخذ منة وعد بعدم الضرر للموضوع الذى قادم من اجلة ، وشرحت للمدير الموقف واسمعتة التسجيلات الصوتية من البداية ، فقال لى ، لو لم تتخذ الإجراءات القانونية فانت تتستر على عنصر فاسد بجهاز الشرطة ، جعل سمعتنا كلها في الوحل ، وكلمنى دينيا ، ان الساكت عن الحق شيطان فاسد ، فاردفت انة باستطاعتك نقلة الى مكان أخر بعيدا عن تعامل الجمهور ، او قرص ودنة ، فقال لى بالتأكيد ان هذا الضابط لم تكن هذه الحالة الأولى لة ، لانة وقع معك ، وان بالتأكيد له مخالفات قبل ذلك ، حاولت الابتعاد عن المواجهة المباشرة في الإبلاغ وتم دراسة الوضع من كل الجهات ، وقام مدير الامن بالاتصال باللواء المحترم النظيف أسعد الذكيرمدير المباحث بالمديرية وباللواء المحترم اشرف رياض رئيس قطاع الامن العام ، وتم اسماعهم المكالمات ، وطلب من شئون الافراد أسماء كافة الضباط في قسم اول وثانى والمركز للتموية لأننا لا نعرف اسمة بالكامل .

وبدأنا في كتابة المحضر عن طريق المقدم طارق عبد الرحيم رئيس قسم التحريات بالمديرية ، وقام اللواء اسعد الذكير بالاتصال بالعقيد عماد النوواى الذى كان متواجد بالقاهرة وقال له ان يحضر على الفور وهو بانتظارة بالمكتب .

الانهيار

عند كتابة المحضر كان يجب ان نعرف هل رقم التلفون الذى يكلمنى منه الضابط خاص بة ام لا ، فقمنا بالاستعلام عنة عن طريق التولوكولر (برنامج يعرف أسماء أصحاب التلفون ) ووجدت صفحتة الشخصية على الفيس ، وقمت بفتحها فوجدت انه ارسل لى طلب إضافة على الفيس (لم اقبلة حتى الان ) وشاهدت صور حفل زفافة ، فانهرت من البكاء وقلت اننى لا استطيع الاستكمال ، لان ما يفعلة ذلك الضابط هو ضياع لمستقبلة ومستقبل زوجتة ومستقبل عائلتة ، فقال لى مدير الامن ومدير المباحث ، ان لم تستكمل سنقوم نحن بالاستكمال ، واوصانى المقدم طارق ان اصلى صلاة استخارة وارتاح قليلا بمكتبة ، وال ربنا هيعملة هو ال هيكون ، قمت صليت وغفلت قليلا لاستيقظ براحة نفسية غريبة لم اشهدها من قبل ، ووجدت نفسى اطالبهم بسرعة انهاء الإجراءات وجاء (عصام ومحمود) الشاهدين معى الى مديرية الامن واستكملنا اجرائتنا من السابعة صباحا ، حتى وصل العقيد عماد النوواوى رئيس مباحث الأموال العامة واتخذ كافة الإجراءات والمحاضر والتحريات وتجهيز المبلغ المالى وكتابة ارقامة وتفاصيلة حتى الحصول على اذن النيابة.

كان الاتصال التلفونى الأول للضابط مسجل باذن النيابة وهو يعاتبنى على اغلاق التلفون ، فقلت لة انة خلص شحن وكانت المعاتبة على الفلوس وقرار التمكين وهات اى فلوس دلوقتى وهو متواجد في المحكمة ولازم احضر له .
استغرق التجهيزات اللازمة من قسم المساعدات الفنية بوزارة الداخلية وقت ليس بالقليل من تسجيلات وكاميرا مثبتة في سيارتى الخاصة ولوازم الضبط ، وتم تدبير القوة اللازمة والتي رافقها اللواء اسعد الذكير مدير المباحث واللواء اشرف رياض مدير الامن العام والكثير من الضباط ، حتى تم تحديد المقابلة الأخيرة بجوار مستشفى الايمان بناحية الأربعين قسم اول بعد كثير من المكالمات ، وكان معى بالسيارة عصام ومحمود .

كان اللقاء بالسيارة هو الأخير بينى وبين الضابط ، وكان الضابط صريح جدا معى ، وقال كلام كتير لا استطيع ان اقولة لانة خبط في الكل ، وكنت قاصدا ان احصل منة على اى معلومات بالصوت والصورة واخذ المبلغ المالى البالغ 30 الف جنية وقال لى ان اوصلة للقسم فرفضت وقلت لة هوقفلك تاكسى وعند النزول من سيارتى تم القبض علية من القوة المتخفية بجوارنا وتم انتقالنا االى مديرية امن أسيوط .

من المواقف التي شدت انتباهى بمديرية الامن بعد القبض على الضابط ، الذى طلب من العقيد عماد النواوى ، ان النواوى يضمن الخروج الامن للضابط في سبيل قيام الضابط بالافصاح عن قيادات كبرى فاسدة .

وجدت نفسى ادخل فيما لا يعنينى ، فقالوا لى ان اذهب الى منزلى لانام حتى يرسلوا لى في تحقيقات النيابة وبعدها بساعتين جاء الاتصال وذهبت الى نيابة قسم اول أسيوط والذين تعاملوا معى بادب وذوق واحترام فاق الوصف وكذلك التعامل مع الضابط بكرم واخلاق عالية ، فتأكدت أن من يقوم بالتحقيق معى ومن يتولى نيابة اول أسيوط هم من الاصلاء المحترمين في سلك النيابة ، وان الله جعلهم في هذا المكان لحسن نواياهم وعدلهم .
انتهيت من تحقيقات النيابة في الساعة الثامنة صباحا ثانى يوم ، وكان الله في عون رئيس النيابة الذى قام بالتحقيق ، وفى تمام العاشرة مساء أصيب الضابط بحالة اعياء وتم نقلة الى مستشفى الشرطة لاشتباة في جلطة بالقلب ، وتم علاجة وقامت النيابة العامة بالتحقيق معة ثانى يوم وثالث يوم حتى تم تأجيل التحقيقات لجلسة 23/3 لحضور المحامى الأصيل.

عرفت بعد ذلك ان الضابط اتهم رئيس مباحث الأموال العامة بانة من قام بوضع النقود في شنطة الضابط ( النقود دى انا اعطيتها للضابط ومصورة صوت وصورة).
لم اتابع اى شيء أخر وأثرت أن أكون بعيدا عن اى كلام او اتهامات أخرى .

ما كتبتة كلة هو فضفضة للرأي العام وليعلم القارئ أن شخص محسن بدر هو انسان ضعيف عندة مشاعر واحاسيس ، ومن يقول ان ليس لى قلب فهو غلطان ، ومن يتهمنى اننى سئ فهو أثم لى .

انا أحاول ان اجعل الحياة مثالية لا يوجد فيها فساد ، ومن يقول اننى لست فاسد فهو يكذب ، فانا فاسد ، ولكن لا اقبل ان يدخل على اولادى مال حرام ، لا اقبل ان أكون شيطان أخرس ، لا اقبل ان اشهد زورا ، لا اقبل أن أكون أداة لاشخاص .

الحياة المثالية صعبة جدا وهذا ما جعلنى افكر مليا ان أترك مصر بالكامل لاعيش في اى دولة أخرى ، فطبيعتى لا تجعلنى اسكت عن خطأ اراة ، فلم تكن المرة الأولى التي أقوم بمواجهة الفساد والابلاغ عن شخص مرتشى ، فابلغت قبل ذلك الرقابة الإدارية عن واقعة رشوة لمهندس بقطاع اعمال كان يريد رشوة منى بشركتى الخاصة للمقاولات منذ 2010 وتم ضبط المهندس متلبس بالصوت والصورة وتم الحكم علية ولم تنصفنى الرقابة الإدارية وضاعت اموالى المقدرة بالملايين حتى الان بشركة النيل للانشاء والرصف ، حتى اننى قمت برفع دعوى قضائية والى الان لم يتم الحكم فيها ومعها سنوات أخرى.

انا رضيت ربى ودينى ورسولى ، وان ما فعلتة هو الرضاء بعينة ، ولا شيء يهمنى غير الزعل الذى وجدتة في وجه عمى (زوج اختى وشقيقة )اننى لم اسمع كلامهم ،واعتزر لهم ، لان ذلك طبيعتى ، وانا اعرف ان بداخلهم نقى وسيسامحونى ، ولكن الحرب النفسية بين السكوت والخنوع وبين المواجهة هي قوة كبرى ، والحق هو ما سينتصرفى الاخر.

واستكمالا لشئ داخلى ان بلدى لا تكرم الناس النظيفة ولكن تكرم من هو فاسد يمشى مع التيار وتجد ان كل المناصب هي لفئة معينة ، أقارب ومصاهرات وعلاقات وبيزنس ، ام المطحون الذى يحارب لكى يعيش نظيف فليس لة مكان بين الكبار ، وان كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يحارب الإرهاب على الحدود ، ويترك الإرهاب الداخلى لفاسدين ، يختارون أقاربهم ونسايبهم ويتركون الصالحين ، فلن ينصلح حال البلد .
سيدى الرئيس أتمنى ان تصل هذه الرسالة لك ، مصر لن تقوم اذا كان اختيار القيادات يأتي عن طريق الترشيحات والمجاملات والمشى مع التيار، انت أملنا الوحيد في اصلاح بلدنا ومستقبل أولادنا ، ففكر فينا وانظر لنا ، نحن لا نريد مناصب ، ولكننا نريد ان نساعد في بناء بلدنا
وتحيا مصرع الباسط دنقلالذكيراشرف رياض

شاهد أيضاً

مصطفي مدبولي يصدر قرارًا بتعديل ضوابط شركات الاستثمار المباشر لتعزيز نمو القطاع المالي وتشجيع الاستثمار في البورصات المصرية

أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء القرار رقم 4580 لسنة 2023 بتعديل بعض الضوابط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *