كتب _ محمدالزهرى
أكدت “دار الإفتاء المصرية” على أهمية إدراك الواقع كركن أساسي من أركان الإفتاء ، بحيث لا تقتصر الفتوى على بيان النص الشرعي الحاكم دون النظر إلى الواقع بعوالمه المختلفة .
وأشارت “الدار” – فى بيانها الصادر صباح اليوم – الجمعة – إلى أن ظهور الكثير من الفتاوى الشاذة والمتطرفة مردها إلى غياب فقه الواقع ، وعدم الإلمام الكامل بمقتضياته ومآلاته .
وبينت “الدار” أن الفتوى – وهي بيان الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه- تختلف باختلاف الجهات الأربع: الزمان ، والمكان ، والأشخاص ، والأحوال ؛ لأنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير هذه الجهات ، مضيفة أن “الاختلاف في هذه الجهات الأربع مع الحرص على تحقيق مقاصد الشريعة ، يقتضي تغير الأحكام بناءً على التغير الحادث من ذلك الاختلاف ، فيكون الفقيه بذلك قد التزم تحقيق الشريعة ونظر إلى مآلات الأحكام”.
كما أوضحت “الدار” أن الواقع يتكون من عالم الأشياء ، وعالم الأشخاص ، وعالم الأحداث ، وعالم الأفكار ، وعالم النظم، ويتكون أيضًا من العلاقات البينية المتشابكة بين تلك العوالم، ولا بد من مراعاة كل ذلك في إدراك الواقع والتعامل معه ، لذا يتوجب على المفتي أثناء فتواه أن يدرس هذه العوالم بمناهجها المختلفة ، وعلاقاتها البينية ، والمآلات التي يؤول إليها العمل بفتواه في أرض الواقع .
وصرحت “الدار” بأن عملية الإفتاء تتطلب إدراك المصادر وفهمها بإتقان بما تقضية أصول اللغة ، والبلاغة ، والنحو ، والصرف ، أو ما يسمى عمومًا بعلوم الآلة ، وإدراك الواقع بعوالمه المختلفة ، وجهاته المتنوعة .
وحذرت “الدار” من التجرؤ على الفتوى والتقول على الله بغير علم ، وتصدر غير المتخصصين لعملية الفتوى ، وما يجلبه ذلك من خلق فوضى ، وتضارب في عملية الفتوي ، فالإفتاء ليس بالعملية السهلة حتى يتجرأ عليه كل أحد ويتسرع غير المتخصصين في ادِّعاء القدرة عليه ، وإنما هو علم يدرس وصناعة تكتسب ، ومهارة تعتمد على كيفية إنزال الحكم الشرعي على كل واقعة بعينها ، ولا يتأتى ذلك إلا بكثرة التدريب على الإفتاء ، وممارسته عمليًّا على أيد المتخصصين في الفتوى .