مدير إدارة مكافحة المخدرات: الحشيش أصبح نادرًا وسيطرنا على البانجو.. والترامادول انقرض

كشف اللواء أحمد عمر، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن المصريين ينفقون نحو 5 مليارات جنيه سنوياً على الكيف، وأن الفقراء والبسطاء الذين يعانون من البطالة الأكثر إقبالاً على المخدرات.

وأكد اللواء أحمد عمر، أن الأمن كشفَ مسارات تجارة المخدرات فى مصر، وسيطر عليها، وقضى على أخطر بؤرها فى قرى المثلت الذهبى بالقليوبية، كما أن الحملات مستمرة للقضاء على «السحر والجمال»، ولم يتبق فى السوق سوى فلول التجار.

وشدد مدير مكافحة المخدرات على أنهم لن يسمحوا بـوجود «باطنية» جديدة، ولا تكرار اسم «عزت حنفى»، متهمًا الدراما بأنها تسهم فى انتعاش سوق المخدرات من خلال تصدير تاجر الكيف على أنه بطل شعبى، فى الوقت الذى تعانى فيه مصر من استهداف واضح لشبابها بالحشيش، والترامادول اللعين، وإلى نص الحوار:

بداية.. كيف تدخل المخدرات مصر؟

– كان المهربون يلجأون قديماً إلى المسارات الساحلية، ولكن مع تشديد الرقابة على السواحل المصرية، بدأ التجار يلجأون إلى تهريبها عن طريق الصحراء، خاصة من الناحية الغربية عبر ليبيا، مستغلين تردى الأوضاع الأمنية هناك، وطول الحدود، إلا أن قواتنا تحبط العديد من هذه العمليات، كما تحاول العصابات تمرير المخدرات من الناحية الجنوبية عبر السودان، وتعتبر المغرب ولبنان من الدول التى لديها زيادة غير طبيعية فى المخدرات، بل إن هناك به إباحة لزراعة المخدرات بلبنان، وتحاول العصابات باستمرار إدخال صفقات منها لمصر.

ويلجأ التجار لشراء الصفقات من الخارج بالعملة الصعبة، وهو ما يكبد الدولة نزيفاً فى النقد الأجنبى، ويشترون المخدرات من الخارج بمبالغ ضئيلة، ويبيعونها بأضعاف أسعارها، وقد يلجأون إلى غشها مما يزيد من حجمها وكثرة انتشارها فى السوق، وهو ما يشكل عبئًا أكبر على رجال الشرطة.

وسط هذه المحاولات المستمرة لإدخال المخدرات لمصر.. ما حجم الأموال التى ينفقها المصريون سنوياً على الكيف؟

– يمكن أن تحسب هذه الأموال من خلال ما ضبط مؤخراً، حيث تم إحباط تهريب 26 طن حشيش خلال 2016 بحوالى 2 مليار جنيه، وضبط 250 مليون قرص ترامادول بنحو 2 مليار جنيه، ومخدرات أخرى بحوالى مليار جنيه، مما يعنى أن المصريين ينفقون نحو 5 مليارات جنيه سنوياً على الكيف.

هذه الأموال الضخمة والضبطيات الكبيرة للمخدرات تعنى أن هناك عددا كبيرا من المدمنين فى مصر.. فهل يتم تأهيل المدمن بعد القبض عليه، أم يقتصر دور الشرطة على الضبط؟

– دورنا الأول مكافحة العرض من المخدرات، ولكن نعمل أيضاً على تأهيل المدمنين، وهناك 13 وزارة تضع استراتيجيات لتأهيل المدمن وعلاجه منها، إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، والمدمنون أشخاص من السهل إقناعهم وتأهيلهم، وهناك اتفاقيات دولية تخص هذا الأمر، ولدينا إدارة اسمها «إدارة التوعية والتواصل» من أجل هذا الغرض، ونلبى كل الدعوات لحضور الندوات والمؤتمرات للتوعية بخطورة المخدرات وتأهيل وعلاج المدمنين.

ما هى الطبقة الأكثر إدماناً وتعاطياً للمخدرات.. الأثرياء أم الفقراء؟

– الأشخاص الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة هم الأكثر إدماناً وتعاطياً للمخدرات، ظناً منهم أنهم يهربون من مشاكلهم بتعاطيهم للمواد المخدرة، فضلاً عن أن الأشخاص الذين لا يعملون، ويندرجون تحت مسمى «البطالة» من أكثر الأشخاص تعاطياً للمخدرات وإقبالاً عليها، وكلما زادت المشاكل والأعباء الاقتصادية زادت تجارة المخدرات.

كيف تتعاملون مع مخدر البانجو خاصة أنه منتشر بشكل كبير بين الطبقات الشعبية؟

– البانجو يزرع بمصر بالأخص فى سيناء، وهو حبيس المنطقة التى يُزرع بها، فلا يستطيع التجار أن يحركوه من مكانه، نظراً للتشديدات الأمنية، لدرجة أن سعره منخفض فى سيناء مقارنة بباقى محافظات الجمهورية، ونداهم مزارع البانجو فى الصحراء ونحرقها، ونجحنا فى السيطرة على هذا المخدر.

وماذا عن الحشيش؟

– الحشيش هو شغلنا الشاغل، لأنه يأتينا من لبنان والمغرب، وجرائم الاتجار فى المخدرات دولية، ولا يمكن لدولة بحال من الأحوال القضاء عليها، ومن ثم ننسق مع دول أخرى، وتربطنا اتفاقيات دولية ولقاءات متعددة لبحث مكافحة المخدرات، لكن اللافت للانتباه أن مصر مستهدفة بقوة من الخارج بإدخال الحشيش إليها لاستهداف شبابها، لكن يقظة رجالنا بالتنسيق مع قواتنا المسلحة الباسلة تمكننا من إحباط العديد من محاولات التهريب.

نجحنا خلال شهرين فقط فى إحباط دخول 4 مراكب محملة بالمخدرات لمصر، كانت تحمل 11 طن حشيش وملايين من الأقراص المخدرة والكبتاجون، كما أصبحنا نسيطر على مسارات التجار، لدرجة أننا لا نسمح بمرور صفقات المخدرات من بعض الدول لدول أخرى عبر مصر، حتى أصبح التجار يقطعون مئات من الكيلومترات لتفادى مرور المخدرات بمصر، ومن ثم أصبح هناك انكماش واضح فى سوق المخدرات الآن بمصر، لدرجة أن أسعارها ارتفعت لندرتها فى السوق.

وماذا عن الهيروين؟

– الهيروين من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق، حيث إنه يدمر خلايا الجسم ويقتل الشباب، وبدأ التجار يلجأون مؤخرا لجلبه من الخارج وغشه لزيادة الكميات وطرحها فى السوق لجمع مزيد من المال، مما يكبدنا مجهودًا أكبر لملاحقته ومنع انتشاره فى السوق.

كيف تسيطرون على «الترامادول» الذى بات كلمة السر فى معظم الجرائم؟

– الترامادول عقار مسكن قوى للألم، ومصر من أول الدول التى استخدمته فى «الهلوسة والمزاج»، فيما لا تدرجه معظم الدول على قوائم المخدرات، كما أنه غير مجرم فى عدد كبير من البلاد مثل الهند، ومباح تعاطيه، وهو ما يمثل عبئا علينا، خاصة فى ظل توريد صفقات سرية لبعض التجار، لكننا نجحنا فى غلق الموانئ أمام هذا النوع من المخدرات، وسيطرنا عليه سيطرة تامة، ونناشد الدول الأجنبية تجريمه، خاصة أنه بدأ ينتشر فى دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

ضبطنا مؤخراً 250 مليون قرص مخدر، ومع تجفيف المنابع والحملات المستمرة بناءً على توجيهات اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، انقرض الترامادول من السوق، وأصبح غير موجودا إلا مع المرضى بناءً على روشتة طبية، ومن ثم ارتفع سعر شريط الترامادول حتى وصل لـ150 جنيها.

اشتهرت قديماً منطقة الباطنية بتجارة المخدرات.. هل هناك مناطق أخرى تتخوفون أن تتحول لباطنية جديدة مثل الجعافرة أو السحر والجمال؟

– الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية نجحت فى القضاء تماماً على تجارة المخدرات بالجعافرة فى القليوبية وكوم السمن، وكان لهذه النجاحات الأمنية دور مهم وتحول خطير فى سوق المخدرات، كما أن الحملات الأمنية فى منطقة السحر والجمال بالإسماعيلية مستمرة، ومعركتنا مع تجار المخدرات متواصلة بكل البؤر على مستوى الجمهورية.

هناك أسماء تحولت لأساطير فى تجارة المخدرات مثل «عزت حنفى» وغيره.. هل توجد أسماء كبيرة الآن فى سوق الكيف؟

– المخدرات تجارة متوارثة يعمل بها فى الغالب أبناء تجار المخدرات، والنجاحات الأمنية الأخيرة قضت على الأباطرة ومعظم أسر تجار الكيف، ولم يتبق سوى بعض الشباب وفلول التجار الكبار، ولا يوجد الآن أساطير فى تجارة المخدرات مع النجاحات الأمنية الكبيرة والضربات المتلاحقة للتجار.

هناك العديد من المسلسلات صورت نماذج لتجار مخدرات على أنهم أبطال؟

– أنا شخصياً أعتبر ذلك تحريضا واضحا على الاتجار فى المخدرات، لابد أن يكون هناك توعية حقيقية بمخاطر تجارة الكيف، ولا نجسد تاجر المخدرات على أنه بطل شعبى فيقلده الشباب، فى المقابل هناك أعمال درامية محترمة، منها مسلسل «تحت السيطرة» أظهرت المدمن فى صورته الطبيعية كما ينبغى أن تكون.

ما أحدث أنواع المخدرات التى ظهرت فى مصر مؤخراً؟

– الناس فى مصر مستهلكة لأى شىء جديد، والمخدرات المصطنعة متطورة، وتشكل بأشكال جديدة.
وما الفرق بين المخدرات الطبيعية والمصطنعة؟

– المخدرات الطبيعية تكون ناتجة من النباتات مثل البانجو، وهناك مخدرات مصطنعة مثل الهيروين الذى يستخلص من قاعدة الأفيون، وهناك مخدرات يتم تصنيعها بطرق كيميائية.

وما أبرز وسائل تهريب المخدرات التى توصلتم إليها مؤخرًا؟

– التجار يخترعون حيلا شيطانية ما بين الحين والآخر لتهريب المخدرات، إلا أن هذه الابتكارات يقابلها تطوير كبير فى الأجهزة الأمنية، حيث تلجأ العصابات لإنشاء مخازن سرية فى المراكب، يتم تصميمها فى سوريا لمدة 3 أشهر، ويتم وضع المخدرات بها وبناء المركب عليها، وبالتالى لا يتخيل أحدٌ وجود مثل هذه المخازن، كما أن هناك من يهرب المخدرات داخل حقائب قماش مشبعة بالكوكايين، وضبطنا مؤخراً 22 حقيبة قادمة من أمريكيا اللاتينية بها مخدرات، فضلاً عن الأشخاص الذين يخبئون المخدرات بأمعائهم.
ألا تقابل هذه الأساليب المبتكرة فى التهريب وسائل متقدمة لضبط المخدرات؟

– بطبيعية الحال تحرص وزارة الداخلية على تطويرنا باستمرار، ونلجأ إلى كل ما هو جديد ومتطور، ونستخدم التقنيات الحديثة فى ملاحقة التجار، فنحن فى زمن التكنولوجيا، ولم نعد نعمل بطريقة «العميل السرى».

هل عدد الضباط كاف لمواجهة أباطرة الكيف فى مصر؟

– هناك أقسام لمكافحة المخدرات على مستوى الجمهورية بجميع مديريات الأمن، فضلاً عن وجود مكاتب لنا بأفرع البحث الجنائى، وهناك تنسيق مشترك مع قطاع الأمن العام، كما أن جميع أقسام الشرطة تعمل فى مكافحة المخدرات، وهناك تنسيق كبير مع القوات المسلحة، خاصة القوات البحرية والجوية، وكل ذلك يأتى بثماره المرجوة.
وماذا عن حملاتكم على سائقى الحافلات الذين يتعاطون المخدرات؟

– نجرى حملات مستمرة ومفاجئة على السائقين بطريقة عشوائية لضبط متعاطى المواد المخدرة الذين يعرضون حياتهم وغيرهم للخطر، ونحقق ضبطيات كبيرة فى هذا الصدد.

تجارة المخدرات مرتبطة بتجارة السلاح.. هل هذه المقولة صحيحة؟

– خطوط تهريب المخدرات والسلاح واحدة، وضبطنا مؤخراً كميات كبيرة من السلاح، خاصة بعد الثورة الليبية، وضبطنا، مؤخرًا، أسلحة ثقيلة وذخيرة قبل دخولها لمصر، فضلاً عن إحباط العديد من محاولات إدخال السلاح من الجنوب.

 

حوار محمود عبد الراضى

شاهد أيضاً

هجمات الهاكرز باستخدام خطأ 404 لسرقة بيانات بطاقات الائتمان .. تعرف كيف يفعلون هذا

قامت مجموعة من الهاكرز بتنفيذ هجمات ذكية باستخدام خطأ 404، حيث قاموا بتزوير صفحة الخطأ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *