صحيفة أمريكية ترصد مؤشرات تراجع “ترامب” عن إعلان الإخوان “جماعة إرهابية”

رصدت صحيفة «التايمز الأمريكية» عن مؤشرات تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة، عن مشروع «إدراج جماعة الإخوان» ضمن قائمة الجماعات والمنظمات الإرهابية، حيث نصحت مذكرة مقدمة من وزارة الخارجية بخطورة وضع الجماعة على لائحة الإرهاب، باعتبار أنها بنية متراصة، كما أن لها حضورًا فى الشرق الأوسط، وبالتالى تصنيف الجماعة كحركة إرهابية سيجلب المزيد من المشاكل والتعقيدات للمصالح الأمريكية.
وكانت أهم البنود التى شملتها وثيقة الخارجية الأمريكية، هى أن الجماعة لديها تنظيم عالمى تم تأسيسه عام ١٩٦٠، ويتواصل مع الدوائر السياسية فى جميع أنحاء العالم حتى الآن، وله استثمارات معلومة لدى الأجهزة الاستخباراتية وله العديد من المكاتب فى أوروبا، وأن الجماعة انتهجت البرنامج الدعوى منذ تأسيسها، ولم تهدد دول أو تقتل كما فعلت التنظيمات المسلحة التكفيرية مثل القاعدة وداعش، بالإضافة إلى أن هناك مراكز دراسات دعوية داخل الولايات المتحدة الأمريكية لم تنشر يومًا الفكر التكفيرى المسلح بين أبناء الوطن الأمريكى، ومنها مركز الدراسات الإسلامية فى فلوريدا التابع للتنظيم الدولى.
وبحسب ما أكدته مصادر خارجية وقريبة الصلة من دوائر صنع القرار، فإن هناك مساعى وضغوطا قطرية وتركية على الإدارة الأمريكية الجديدة لعدم إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الدولى، خاصة أن هناك حزمة من الاستثمارات لم تعلن بعد، قدمتها قطر للولايات المتحدة الأمريكية تصل لـ١٠٠ مليار دولار حتى ٢٠٢٠.
فى نفس الوقت تعالت أصوات بالخارجية الأمريكية، لعدم إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، ولذلك سيستمر استثمار التلويح بالقرار من جانب الإدارة الأمريكية طوال فترة حكم «ترامب»، واستخدامه فى تحقيق مكاسب غير معلنة للولايات المتحدة، وهو ما اتفق عليه عدد من الخبراء.
فى السياق ذاته رأى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الخارجية الأمريكية تتبنى توجهات شبه معتدلة تجاه جماعة الإخوان المسلمين منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وبالتالى اتجاه الخارجية للتحذير من تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، هو تيار ضمن أربعة تيارات داخل الإدارة الأمريكية تتعامل مع الجماعة.
وأضاف فهمى، أن التيار الأول هو التيار الداعى إلى التكامل الذى يسعى لعدم ضم «الإخوان» ضمن لوائح الإرهاب، وإعادة دمجها واستيعابها فى أنظمة الحكم على مستوى الدول المختلفة سواء فى مصر أو تونس أو صالأردن، فى المقابل يوجد تيار آخر داخل الكونجرس الأمريكى يدعى «لجان التمرير» أو لجان العلاقات الخارجية التى يسيطر عليها عدد كبير من الأشخاص نصحوا الإدارة الأمريكية الجديدة بضرورة التصدى للجماعة بصورة مباشرة، والمضى لتجميد نشاطها داخل الأراضى الأمريكية.
وأضاف: التيار الثالث والذى يعرف باسم «التيار النافذ»، يمثل عددا من ذوى الخبرة وبعض العاملين فى الإدارة الأمريكية مثل وزير الأمن الداخلى ورئيس الاستخبارات المركزية ومستشار الأمن القومى، وتتمثل عقيدتهم فى أن الإخوان جماعة يجب أن تحظر وأنها تمارس الإرهاب بشكل كبير ويطالبون بإجراءات داخلية وخارجية وتشريعية، ولفت إلى إن التيار الأخير وهو التيار الأمنى الذى يعتمد على أجهزة المعلومات الأمريكية الـCIA التى تربط بين «داعش» والجماعة.
واتفق مع الرأى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قائلًا: «إن تقديم المذكرة فى هذا التوقيت، يشير إلى أن المصالح الأمريكية تقضى دائمًا التعاون مع الجماعة، وتحمل دلالة على استمرار الانقسام داخل الإدارة الأمريكية للتعامل مع الإخوان».
وأكد سلامة، أن الإدارة الأمريكية مخترقة من قبل الإخوان، ما سهل على الجماعة فرض السيطرة، وأن تصنع لها مراكز قوى، لإقناع صناع القرار داخل الكونجرس الأمريكى، والحيلولة دون صدور قرار بإعلان الجماعة منظمة إرهابية.

شاهد أيضاً

موقف “البريميرليج” من الأحداث الجارية فى فلسطين

أصدرت رابطة الدوري الإنجليزي “البريميرليج” بيانًا رسميًا يوم الخميس حول التطورات في فلسطين، أكدت فيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *